الخميس، ٢٥ يناير ٢٠٠٧

وانفتحت الأبواب المغلقة


في الأول قالوا لي لازم تروح قسم البساتين.. بس أنا الصراحة إستبعدته قوي عشان بعيد جدا عن الشغل.. وما صدقت واحد اقنعني إني ممكن أخلص الورق اللي فاضل بتاع الجيش في أي قسم..
فقلت أستقرب وأروح قسم الزيتون على اساس إنه قريب من الشغل


رحت وأمضيت ما يقرب من الساعة طوابير وحاجات عجيبة جدا..

وبعدين جاءت الخطوة الرائعة.. اللحظة التاريخية الفاصلة.. لحظة أن يضع ما يسمى بـ"شيخ الحارة" توقيعه الثمين والختامي في رحلة التوقيعات اللانهائية على ورقي.. فتوقيعه يعني أني لست شبهة.. ويعني أيضا أني ثقة لخدمة الوطن العزيز


ظللت أتطلع إلى رؤية شيخ الحارة.. تخيلته شيخ الحارة بقى.. حاجة كدة أبهة



وعندما وصلت.. وجدت رجل غرقان في سجائر "كلوباترا".. وتبدو هيئته وكأنه لسة واخد علقة
وليس له مكتب حتى .. بل واقف في ركن أحد الغرف كدة


رحت بدّيله الورق.. وحدث ما كنت أخشاه.. حيث دار هذا الحوار السريع:


- "إيه اللي جابك هنا يا أستاذ، المفروض تروح قسم البساتين... إيه اللي جاااابك هناااااا؟"

- هو لازم يعني أروح قسم البساتين يا سعادة الشيخ؟

- أيوة.. إنت ساكن فييين.. بص في ورقك قبل ماتجيلي... راجع قبل ما تضيعوا وقتنا بقى

- ممممم.. رحت طالع من الغرفة المباركة بسذاجة.. اصطدمت بصديقي الذي كان يصاحبني أثناء الاجراءات كنوع من الدعم والمساندة النفسية، قال صديقي: "يابني انت بتصدق؟! .. هو اصلا دول بيعرفوا يقرأوا ويكتبوا؟!! "

- "بجد يا أحمد؟؟!!"

- "ايوة يابني.. وكدة كدة جرب إنت خسران حاجة يعني.. خربانة خربانة"..

- على رأيك! .. وبدا لي أني قد فهمت ما يقصده صديقي أحمد


وعدت بالورق مرة أخرى لأفندينا شيخ الحارة..:

- "إيه اللي جابك تااااااااااااني يا أستااااذ؟؟؟؟ّ "

باستهبال بقى: - "جيت أتأكد هو فعلا لازم أروح قسم البساتين؟"

- " يييييي.. يا جماعة إرحمونا بقى.. ايوة.. أنا شيخ حارة الزيتون.. في هناك شيخ حارة البساتين"

فاتخذت قرارا تاريخيا.. وأدخلت يدي في جيبي.. وسألته قائلا بتحذلق شديد:

- " اصله مشوار يا باشا"

فرد قائلا - " وأنا مالي؟"


فهززت يدي داخل جيبي بقوة أصدرت شخشخة المفاتيح.. قائلا:

- " يعني مشوار وعقبال ما أروح هيكون مكتب التجنيد قفل.. و.."، فقاطعني سعادة الشيخ قائلا، وعينه تكاد تخرق جيبي: "هااااااات يا عم".

فأخذ الورق وكفلني ضمن ابناء الزيتون.. واستلم المعلوم.. تخيلوا كام؟.. جنيه!.. واحد جنيه فقط لا غير!.. هاها

يابن الذين.. بقى كل الفيلم دة عشان أي عضم يترمي لك؟


فانفتحت بالجنيه الأبواب المغلقة
مبروك اصبحت زيتوني الجنسية.. بجنيه واحد

اي حاجة وأي كلام في أي حتة... المهم نخلص ونوصل يوم الكشف العظيم: الأول من فبراير
يوم تقشعر الأبدان من الوقوف في العراء بلا.. رداء!


الخميس، ١١ يناير ٢٠٠٧

لقطة

ممر مسدود 3 متر في 5 مترما يزيد عن 20 شخص واقفين .. من الجنسين وفي هذا الممر.. مبولة القسم (أجارك الله).. وكذلك مطبخ القسم.. و.. فجوة تسليم الفيشات التي تستخدم كمكتب التفييش بالصباح الباكر


يخرج من هذه الفجوة من حين لآخر صوت شخص.. مناديا على أسماء أصحاب الفيشات الجاهزة.. واللي مايسمعش إسمه مش مهم.. يستنى لغاية مايتنده عليه تاني.. وطبعا مع الأعداد الهائلة التي تريد الاستلام.. والرغي.. والضوضاء الحادثة بسبب المطبخ ومواسير دورة المياة.. محدش بيمشي إلا من رحم ربي وسمع إسمه وسط الهيصة دي


الموظف المنادي يبدو أنه يقرأ بالعافية.. محو أمية يعني.. وجلوسه بداخل كشك مصمت بابه مقفول بقفل من برة(متعرفش ليه).. يجعل عملية استراق السمع مستحيلة

هذه الفجوة التي يخرج منها صوت الموظف.. هي هي التي تستلم من خلالها فيشك.. وأيضا لاحظت نوع متميز من الإجراءات.. ألا وهو تمريربطاقتك ملصوق بيها جنيه، تعود يدك ومعها الفيش بقدرة قادر، ودون الحاجة للانتظار لسماع اسمك